ينظر للنسخة الثالثة من منتدى الاقتصاد المعرفي والذي يحظى برعاية سامية من حضرة صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه، وبالتعاون مع منتدى رأس المال البشري الأول بشيء من الأهمية العلمية والمهنية لما يتضمن من جلسات حوارية ومناقشات عملية تسلط الضوء على القضايا الدولية وفي مقدمتها تحقيق أهداف التنمية البشرية ضمن أبعاد التعليم والصحة والوظائف والمهارات بهدف توسيع الخيارات أمام شعوب المنطقة للنهوض بالمقومات الاقتصادية والاجتماعية والصحية العلمية.
فالإنسان هو مبتدأ التنمية وخبرها والثروة الحقيقية للأمم وبتنميته تتسع كافة الخيارات لتحسين جودة حياته ومفاهيم العمل وطبيعة الوظائف مما يكون في المآل نواة لبناء مجتمع المعرفة.. ذلك المجتمع الذي تسعى الدول للتحول نحوه لما فيه من ريادة وتميز وتفرد يقودها نحو العالمية والتنافسية الاحترافية.
وفي دولة الكويت ما لدى معظم دول المنطقة، تهتم خطط التنمية في تعزيز ركائز التعليم والصحة وأسواق العمل لتكون منصات الدولة نحو الألفية الثالثة القائمة كليا على المعرفة والإبداع والتكنولوجية الرقمية وما يتصل بها من صناعات وخدمات أحدث نقلة نوعية على مستوى الدول والأسواق. وهي موضوعات محل اهتمام المنتدى خلال جلساته والتي تتطرق إلى أهمية الاستثمار في التعليم ولا سيما الاستثمار في الطفولة المبكرة والتي تعد نواة مستقبل الدول، كما يتناول المنتدى في اليوم الأول موضوعات ذات الصلة حول دور الصحة في بناء اقتصاديات الدول وتعزيز نموها واستدامة تنافسيتها، علاوة على تخصيص جلسة حوارية تناقش موضوعات مستقبل الوظائف وأسواق العمل من حيث طبيعة ومهام الوظائف في المستقبل ودور المرأة في أسواق العمل المستقبلية، بينما خصص اليوم الثاني للمناقشات الاقتصادية بدءا من أهمية بناء منظومة الأسواق المعرفية باعتبارها الجانب التشغيلي لمنظومة الاقتصاد المعرفي لينتقل النقاش إلى الأسواق العالمية ودور الصناعات الرقمية في تعزيز التنافسية وتحسين بيئات الأعمال، وتختم أعمال المنتدى باستعراض مبادرة طريق الحزام لمزيد من تسليط الضوء على مستقبل اقتصاديات المنطقة من منظور المبادرة.
وهنا نوجه الدعوة العامة للجميع للمشاركة ضمن هذا التجمع العلمي والمهني والذي يمثل أحد صور المسئولية المعرفية باتجاه دول المنطقة مما يعزز من مبادئ الشراكة المعرفية بين الدول والمؤسسات.